اعتبر %75 من الكويتيين أن العدوان الإسرائيلي على غزة «جريمة»، ووصف أكثر من %60 منهم بـ«السلبي» المساعي العربية والدولية لوقف الحرب العدوانية وفك الحصار عن القطاع.
بينما وصف %25 فقط ما يجري بأنه «حرب بين الجيش الإسرائيلي وحماس».
جاء ذلك في تحليل للرأي العام إلكترونياً من خلال رصد آراء المغردين في تويتر.

في دراسة لتوجهات الرأي العام الكويتي حول العدوان الصهيوني لقطاع غزة، والذي يعدّ أدمى قصف تعرّض له القطاع منذ سنوات، حيث وصلت حصيلة أعداد القتلى منذ بدء الهجوم إلى أكثر من 700 شهيد، معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، حتى إعداد هذه الدراسة، التي رصدت تعليقات مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) حول العدوان على غزة، لتحليل كيفية تعاطي الرأي العام الكويتي مع الحدث.

تبين النتائج أن %74.5 من الكويتيين يصفون أحداث غزة بأنها جريمة، فيما يصف %25.5 منهم ما يحدث بالحرب، وبينت الدراسة أن %27.5 من الكويتيين تناولوا في حديثهم أحداث غزة في إطار الصراع العسكري و%28.6 تحدثوا عن النتائج وعواقب استمرار الهجوم، كما بينت الدراسة أن %60.4 من الكويتيين استخدموا لغة سلبية في تناولهم للموضوع في تويتر مما يعكس عدم رضاهم عن الأحداث والجهود الدولية لوقف القصف وفك الحصار. كذلك بينت الدراسة استخدام الكويتيين للوسوم (هاشتاغ) المختصة بالقضية الفلسطينية بنسبة %60.4.

البيانات الكبيرة

غطت الدراسة نشاطات المستخدمين خلال ستة أيام كاملة وحتى 24 يوليو الجاري واستخلصت آلاف التغريدات المتعلقة بغزة والقضية الفلسطينية بطريقة تحليل البيانات الكبيرة big data، وذلك لأخذ عينات بأسلوب أكاديمي لتحليل اتجاهات الرأي العام بمجمله حول آراء المواطنين التي تم التعبير عنها إلكترونياً. وقد تم اعتماد منهجية تحليل المضمون لدراسة تعليقات المواطنين ومحتوى تغريداتهم.

حرب أم جريمة؟

وفي دراسة أكاديمية لإيدي وميريك من جامعة أوكلاهوما (2007) نشرت في مجلة الدراسات الإعلامية «جورنال اف كميونيكيشن» عن تغطية الأزمات والحروب، وجدا ان هناك إطارين أساسيين عند الحديث عن الأزمات، هما إطار الحرب، أو إطار الجريمة، وكل له آثاره وأسبابه وخلفياته. وقد قمنا بتطبيق تلك النتائج على دراستنا الحالية ووجدنا ان %74.5 من الكويتيين قد وضعوا أحداث غزة في إطار الجريمة والاعتداء على أرض فلسطين وقتل الأبرياء والمساكين وتشريد الناس من منازلهم. أما %25.5 من الكويتيين فوصفوا أحداث غزة الأخيرة ضمن إطار الحرب بين العدو الصهيوني وحركة حماس. وترى هذه الفئة ان ما يحدث في قطاع غزة انما هو حرب بين عناصر المقاومة والجيش الاسرائيلي من تبادل الصواريخ والقتل بين الطرفين.

الإعلام والحرب

وعمدت الدراسة للتحليل الاحصائي لمعرفة هوية المغردين والإطار المستخدم من كل فئة، وتبين من النتائج ان الخدمات الاخبارية والاعلامية في تويتر استخدمت اطار الحرب بنسبة %54.5، اما %45.5 من التعليقات عن غزة فجاءت في اطار الجريمة والمأساة لوصف ما يحدث في القطاع، فيما استخدمت جميع الفئات الاخرى من نساء ورجال والحسابات المجهولة، اطار الجريمة، بصورة اكبر لوصف الاحداث. وقد يرجع استخدام الخدمات الاخبارية في تويتر لاطار الحرب على غزة لوصف الاحداث لاعتمادها على وكالات الانباء الاجنبية وبعض مصادر الاخبار العربية التي تعمد الى وصف الازمة الراهنة في قطاع غزة بالحرب والتي تقوم بعضها بتأطير الاحداث على انها حرب بين طرفين، واخرى تضعها في اطار الحرب على غزة.

ديميتروفا وكييد وويليام (2005)

وفي دراسة اكاديمية لديميتروفا، كييد وويليام (2005) نشرت في المجلة الدولية للصحافة والسياسة (انترناشونال جورنال برس / بوليتكس) والتي اعدها مجموعة اساتذة في جامعات اميركية عن الحرب في الانترنت والتي اثبتت ان ثمة أطرا اساسية لتغطية الحروب والازمات في الانترنت.

وبتطبيق ملخص نتائج تلك الدراسة على دراستنا الحالية، تم تقسيم الأطر الأكثر شيوعاً والمرتبطة بتغطية الأزمات في الانترنت الى خمسة اطر اساسية ومنها الصراع العسكري، الاطار الانساني، اطار المسؤولية، اطار التدخل الدولي واخيرا اطار النتائج والخسائر.

خسائر الأزمة تأتي في المقدمة

وقد تبين من النتائج ان %28.6 من الكويتيين تحدثوا عن احداث غزة في اطار النتائج المترتبة على الأحداث لتحليل الوضع من زاوية الخسائر المادية والبشرية وذكر ما ترتب على العدوان الصهيوني من عواقب.

الصراع العسكري ثانياً

أما %27.5 من الكويتيين فقد وصف القضية الفلسطينية في اطار الصراع العسكري مما يعني انهم قاموا بالحديث عن أزمة قطاع غزة من منظور الصراع العسكري بين الجيش الاسرائيلي وحركة المقاومة الاسلامية «حماس» وكل ما يترتب على ذلك من مقاومة وقتال وتخطيط وسلاح وعتاد الحرب بين الجانبين.

الإنسانية لها نصيب

أما الجانب الإنساني فقد جاء بالمرتبة الثالثة من تغريد الكويتيين عن القضية الفلسطينية، فقد حمل %19.3 من حديث الكويتيين عن غزة الاطار الانساني، عبر الحديث عن الشهداء والجرحى والمنكوبين والوضع الإنساني في القطاع، مع تزايد القصف الصهيوني وسط حصار المدينة وقلة المساعدات الدولية.

غزة.. مسؤولية من؟

وقد بينت نتائج الدراسة ان %18.4 من الكويتيين قاموا بتأطير احداث غزة في اطار المسؤولية، وهو اطار عادة ما يكون مرتبطا اما بتحمل المسؤولية او بالتنصل منها ورميها على الاخرين. واشارت النتائج الى ان الكثير من الكويتيين قد حملوا المجتمع الدولي عامة، والحكومات العربية خاصة، مسؤولية الاحداث الراهنة وذلك من خلال توجيه الرسائل المباشرة لهم بتحمل المسؤولية وحماية الاطفال والنساء وحقن دماء الابرياء.

لا للتدخل في غزة

وتشير نتائج التحليل الى ان %6.2 من الكويتيين فقط تحدثوا عن التدخل الدولي في غزة. ويشمل التدخل العسكري وتدخل المؤسسات الدولية لفض النزاع، مما يعني رفض المغردين الكويتيين لأي تدخل دولي في غزة.

%60.4 سلبية تجاه الأحداث

وقد بينت النتائج ان %60.4 من الكويتيين تناولوا الاحداث بلغة سلبية مما يعكس حالة عدم الرضا عن الوضع العام تجاه القضية الفلسطينية والمساعي الدولية لإيجاد الحل، ووقف العدوان الصهيوني.

واستخدم %37.5 من المغردين لغة ايجابية في تغريدهم حول الوضع الراهن في غزة، بما يدل على رضاهم حول اداء حماس او التغريد بإيجابية حول الشهداء.

اما %2.1 من المغردين فقد استخدموا لغة محايدة وتعد هذه النسبة ضئيلة جدا من الحياد، وذلك بسبب حجم القضية التي لا مجال لاخذ جانب الحياد فيها.

استخدام الوسوم يغلب المشهد

وفي تحليل محتوى التغريد واستخدام الوسائط المتعددة، تبين ان %60.4 من الكويتيين استخدموا الوسوم (هاشتاغ) الخاصة بغزة والقضية الفلسطينية، لإيصال رسائلهم والمشاركة بالوسوم على مستوى الوطن العربي. وبينت نتائج الدراسة ان %29.2 من التغريدات احتوت على صور وهي في الغالب صور للاطفال وجثث الشهداء والمشردين، وحطام المنازل بعد القصف الذي تتعرض له مدينة غزة واثار الدمار، وذلك لإيصال مدى وحشية العدو الصهيوني. اما %16.7 من التغريدات فاحتوت على روابط لمقالات وغيرها من المواضيع المختلفة، و%14.6 من التغريدات احتوت على مقاطع فيديو.