ذكرت مجلة ميد في عددها الأخير أنه رغم المشهد السياسي المشحون في الكويت، فان مسؤولين في قطاع النفط المحلي يرون أن المناخ لا يزال يشجع نسبياً على المضي قدما بالمشاريع الرئيسية. واستبعدت المجلة وفقاً لمصادرها النفطية أن تؤثر زيادة التوترات في المدى القصير في تأجيل كبرى المشاريع النفطية.

ونقلت «ميد» على لسان أحد كبار المسؤولين الدبلوماسيين قوله: «نلاحظ أن الرؤساء التنفيذيين في شركة نفط الكويت وشركة البترول الوطنية الكويتية مواظبون على الاجتماعات المنتظمة، ويبدو أنهم واثقون من المضي قدما بمشاريعهم مهما كانت التكلفة». وأضاف: «وقد حصل هؤلاء المسؤولون على التفويض الضروري الذي يحتاجونه للمضي في تنفيذ هذه المشاريع.

خلال العقد الماضي، عانت الكثير من مشاريع النفط الكبيرة بسبب المعارضة من البرلمان، لكن خلال الأشهر الأخيرة، شهد بعضها تقدما كبيراً».

في شهر ابريل الماضي، تم طرح عقود بقيمة 12 مليار دولار تتعلق بمشروع الوقود البيئي لتوسعة وتحديث مصافي ميناءي الأحمدي وعبد الله. أما مشروع المصفاة الجديدة المقدرة تكلفتها بنحو 14 مليار دولار، فقد تم السير خلال الأشهر الماضية في مجموعات عديدة من الاعمال فيها تجاوزت قيمتها مليارات الدولارات بعد تعطل دام سنوات طويلة.

كذلك شهد مشروع حقل فارس السفلي للنفط الثقيل زخماً متجددا بعد أن قيّمت مؤخرا شركة نفط الكويت العروض المتعلقة فيه. وكان من المفترض تطوير الحقل قبل ست سنوات، بعد أن تم توقيع اتفاقية بين شركة نفط الكويت وإكسون موبيل في أكتوبر من عام 2007، لكن الصفقة ألغيت على ضوء الأزمة المالية.

بحسب بيانات صادرة عن «كابيتال إيكونوميكس» من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي النفطي للكويت من 2 في المئة في 2014 إلى 1 في المئة في 2015، و0 في المئة في 2016. على العكس من ذلك توقعت أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للكويت من 2 في المئة في 2014 إلى 3 في المئة في 2016.

مناخ العمل

يقول الزميل الشريك في برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي تنظمه شركة تشاتام هاوس البريطانية في لندن، كريستيان كونس أليركسن ان: «البيئة السائدة لإقامة نشاطات الأعمال وتنفيذ المشروعات الحكومية باتت أفضل بكثير مما كانت عليه قبل مدة طويلة ماضية، لان المشهد السياسي المتوتر لم يؤثر في آلية صنع القرار المتعلق بالمشاريع الكبيرة. في الوقت ذاته، بات التأخير والتعطيل اللذان قد ينجمان عن المعارضة البرلمانية اقل احتمالا نظراً لما يراه البعض أن مجلس الأمة موال للحكومة، غير أن هذا الوضع لن يدوم إلى الأبد».

وأخيرا، ترى المجلة أنه لابد من الانتظار ريثما يتضح ما إذا كان مناخ العمل الحالي سيدوم طويلا وبما يكفي لرؤية تنفيذ مشروعي المصفاة الجديدة وحقل فارس السفلي.