يعود الفضل بأن يصبح مؤسس شركة علي بابا (جاك ما) اغنى رجل في الصين الى الانترنت والتجارة الالكترونية منذ عام 1999 عندما اسس شركة صغيرة.. هي الآن عملاقة، وتقدر ثروته بحوالي 24 مليار دولار، كما تقدر القيمة السوقية للشركة بــ230 مليار دولار.

ووفق تقارير لـ{ بلومبرغ} و{دايلي مبرور} فقد ذاع صيت جاك بعدما قررت شركته طرح اكثر من 320 مليون سهم في «وول ستريت» في 18 سبتمبر لتحقق رقما قياسياً في تاريخ الطروحات الأولية الأميركية وتجمع 25 مليار دولار، وطرح سهم «علي بابا» في البداية بسعر 68 دولارا عند طرح الاسهم للاكتتاب، لكن سرعان ما ارتفع ليصل إلى أكثر من 90 دولاراً.

وكان جاك قليل الحظ في بلاده، ففشل بدخول الجامعة مرتين، الا انه بالكاد استطاع دخولها في المرة الثالثة ليتعلم اللغة الإنكليزية ويصبح استاذا في احدى المدارس براتب شهري يعادل 16 دولارا.

مواهب متعددة

استخدم هوايته في الفنون القتالية والدفاع عن النفس في مجال عمله بشكل دائم، لذا تفوقت شركته على «ياهو» و«إي باي» للتجارة الالكترونية، ويتمتع جاك بمواهب فنية عديدة كالغناء، ويجمع موظفيه في احتفال كل سنة في مقر الشركة في مدينة غوانزو مرتدياً ثياباً غريبة على طريقة ليدي غاغا ويضع شعراً مستعاراً ملوناً ويغني ويرقص، وذلك لاعتقاده ان بث الفرح في نفوس الموظفين لابد ان يحفزهم على الانتاجية والعمل.

اصبح جاك بفضل ثروته من مشاهير الصين، ويصل عدد متابعيه على «ويبو» (موقع صيني يشبه تويتر) الى 15.7 مليون شخص، كما انه يقيم حفلا سنويا على شرف اغنى اغنياء العالم بيل غيتس.

ونجح اغنى رجل في الصين بصعود سلم الثراء بفضل رهانه الدائم على تعزيز القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة المزدهرة في الصين، وتبلغ حصة «علي بابا» حوالي %54 من إجمالي توصيل الطرود في الصين خلال 12 شهراً حتى يونيو الماضي، كما ان الشركة العملاقة امنت 15 مليون فرصة عمل، ويعتقد جاك ان طرح اسهم الشركة في «وول ستريت» سيزيد حجم مبيعات موقع «علي بابا» من 27 مليون طلب يومياً إلى اكثر من 200 مليون طلب في اقل من 10 سنوات.

وبعدها هيّمنت «علي بابا» على سوق التجارة الإلكترونية، وتفوقت على شركات عملاقة مثل «أمازون» و«أي باي» و«باي بال»، أصبحت مجالات الترفيه والتمويل وكرة القدم من أول اهتماماته، حيث اشترى نصف نادي «غوانزو» بنحو 196 مليون دولار، ويصف هذه الصفقة بالاستثمار في السعادة، كما أن حماية البيئة في بلد يعاني تلوثاً شديداً لا بد أن يثير تحدياً لدى جاك.

فضول غيّر حياته

في عام 1995، وبينما كان يسهر عن أحد أصدقائه في سياتل، قام جاك بكتابة كلمة Beer في أحد مواقع البحث إلا أنه لم يجد أي معلومات باللغة الصينية.

وشكّل هذا الأمر له تحدياً لربط الصين عالمياً بالإنترنت، فقام في خلال 4 سنوات بتأسيس موقع إلكتروني يشبه دليل الصفحات الصفراء يسمح للشركات بعرض منتجاتها والبيع والشراء من خلاله.

في عام 1999، ومع طفرة أسهم الإنترنت التي اجتاحت «وول ستريت»، عاد جاك إلى مسقط رأسه غوانزو، وأسس شركة للتجارة الإلكترونية باقتراض مبلغ 60 ألف دولار وبمشاركة 16 موظفاً بينهم زوجته، وكان منزل جاك هو مقر العمل، وسرعان ما بدأ في توسعة العمل وضاعف عدد موظفيه.

ولكن من أين جاءت التسمية؟ عندما كان في أميركا قبل عودته إلى الصين، سأل جاك نادلة في أحد مطاعم سان فرانسيسكو: ماذا يعني لك اسم «علي بابا»؟ فردت عليه بإعجاب: افتح يا سمسم! أسطورة عربية نعرفها منذ طفولتنا. فبقي الاسم في ذهن جاك إلى حين تأسيس شركته في الصين.

ويعكس اسم علي بابا مدى ضخامة الفرص التجارية لشركات بدأت صغيرة أو متوسطة وتحوّلت إلى شركات عابرة للحدود.

تقوم «علي بابا» بتسويق كل شيء يحتاجه المواطن الصيني حتى دودة القز للمزارعين، كما عرض مشغلو الموقع أفضل المنتجات الزراعية، وتوصلوا إلى طريقة فائقة السرعة لتوصيل الطرود إلى المناطق النائية في بلد مترامي الأطراف.

إلا أن جاك ليس عبقرياً في مجال التكنولوجيا كمؤسس شركة أبل ستيف جوبس ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، فالرجل الصيني، البالغ من العمر 50 عاماً، أسس شركة للتجارة الإلكترونية، وحوّل أفكاراً أجنبية إلى أفكار صينية عن طريق استخدام العواطف القومية والعادات الثقافية لأبناء جلدته.

أغنى رجل في الصين

بكين - د ب أ - ذكرت تقارير إخبارية أن جاك ما مؤسس شركة علي بابا غروب الصينية للتجارة الإلكترونية أصبح أغنى رجل في الصين بثروة قدرها 150 مليار يوان (24.4 مليار دولار) وفقاً لقائمة هورون للأثرياء لعام 2014 التي يصدرها معهد هورون للأبحاث.

وأزاح ما (50 عاماً) منافسه وانغ جيانلين مؤسسة شركة التطوير العقاري داليان واندا غروب عن المركز الأول في القائمة رغم نمو ثروة وانغ بنسبة %7 خلال العام الحالي. وجاء وانغ في المركز الثاني في القائمة خلال العام الحالي بثروة قدرها 145 مليار يوان.

وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها ما قمة القائمة بفضل الطرح الأولي العام لأسهم علي بابا في بورصة نيويورك. ويمكن أن يحتل ما المركز 25 في قائمة هورون لأثرياء العالم.

وأضافت أن 5 من بين أغنى 10 شخصيات في الصين يعملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وهو ما يشير إلى ازدهار القطاع. فقد جاء في المركز الخامس بوني ما مالك إمبراطورية الإنترنت تينسينت بثروة قدرها 108.5 مليارات يوان، وتلاه روبن لي الرئيس التنفيذي لشركة بيادو دوت كوم بثروة قدرها 105 مليارات يوان، وفي المركز التاسع جاء ليو كيانج دونغ الرئيس التنفيذي لموقع جيه.دي دوت كوم بثروة قدرها 53 مليار يوان، في حين جاء لي جون مؤسس ورئيس شركة الهواتف الذكية الصينية شياومي في المركز العاشر بثروة قدرها 45 مليار يوان.

وبلغ عدد أثرياء الصين الذين تزيد الثروة الشخصية لكل واحد منهم على ملياري يوان 1271 شخصية مقابل 1017 شخصية العام الماضي. وحقق نحو نصف هؤلاء الأثرياء ثرواتهم من العمل في مجالي التصنيع والعقارات.