نستغرب آلية العمل في لجنتي المسابقات والمنتخبات، التي أصدرت قراراً بإيقاف النشاط المحلي بصفة مؤقتة لمدة شهر واحد، لمشاركة المنتخب الوطني في بطولة خليجي 22، التي تحتضنها العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي فيه عمدت الشقيقة الكبرى السعودية إلى إبقاء منافسات دوري عبداللطيف جميل مستمرّاً، لحرصها الشديد على عدم التأثير في خطط عمل الأندية، وكذلك لتمكين اللاعبين من الدخول في أجواء البطولة، وهم قادمون من مشاركات محلية مثرية، وعادة ما تحتاج مثل هذه البطولات فترة قصيرة للتجمع، وليس كل هذه المدة المُبالغ فيها!

وكنا نمنِّي أنفسنا بأن تكون فترة التوقف أقل من ذلك بكثير، وأن تستمر المنافسة في الدوري، خاصة مع ارتفاع مستوى أداء بعض الفرق ونخص بالذكر العربي والقادسية والكويت، ودخولها أجواء المنافسة الحقيقية، وسيتضح جلياً مدى تأثير التوقف في مستوى الفرق المحلية، تحديداً بعد الانتهاء من المشاركة في بطولة خليجي 22، خاصة أن معظم الفرق لا تمتلك المادة الكافية لإقامة معسكرات خارجية أو حتى داخلية، كذلك هي لا تستطيع إقامة مباريات ودية مع فرق خليجية أو عربية، نظراً الى ارتفاع تكاليفها المالية التي ترهق ميزانياتها المُرهَقة من الأساس!

وبما أن البكاء على اللبن المسكوب لن يفيدنا بشيء.. فإننا نطالب اتحاد كرة القدم بإيجاد البدائل المناسبة، في حال توقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب خارجياً، حتى تحافظ الأندية المحلية على مستواها الفني، وتتمكن من البقاء في دائرة المنافسة، ونقصد بذلك إقامة مهرجانات كروية أو دعوة فرق عربية وأجنبية للمشاركة في بطولات ودية مصغّرة يستفيد منها الجميع بالتساوي.

* * *

أعلن النادي العربي عن توصله إلى اتفاق لإقامة مباراة ودية مع فريق الأهلي المصري، عبر مؤتمر صحافي، دعيت إليه وسائل الإعلام المحلية، وتابعنا باهتمام ما تم تداوله حول هذه المباراة، وقد اتضحت الرؤية لنا بعد الإعلان عن غياب اللاعبين الدوليين عن المشاركة وغياب اللاعبين المصابين، وهو ما يعني أن المباراة ستكون استعراضية خالية من أي فائدة فنية، ومن المؤكد أن فريق الأهلي المصري سيشارك بالصف الثاني أو الثالث، وبذلك لن تكون هناك أي فائدة حقيقية لفريق العربي المشارك في هذا اللقاء، باستثناء استقطاب الجماهير لمتابعة مباراة خالية من أي متعة حقيقية.

إن المقصود من هذه المباراة الاستعراضية هو إثبات الوجود وذرّ الرماد في العيون، وكان بإمكان الاخوة القائمين على إدارة النادي العربي أن تكون أكثر حرصاً من هذا الجانب والعمل بصورة احترافية عبر لجنة التسويق في إقامة مباراة ذات قيمة فنية واستعراضية في آن واحد، تساهم في إنعاش خزينة النادي من الحضور الجماهيري والشركات الراعية، حتى تتمكن من ضرب عصفورين بحجر واحد، ولكن نختم بقول الشاعر:

لقد أسمعتَ لو ناديت حيّاً

ولكن لا حياة لمن تنــادي!

* * *

حتى الآن، اتحاد كرة القدم لم يقم بتوفير أي نوع من أنواع الحماية للحكام، بدليل استمرار الاعتداء عليهم من قبل بعض الإداريين والمدربين واللاعبين! ولعل آخرها هو اعتداء أحد الإداريين في دوري الشباب على حكم المباراة، احتجاجاً على قراراته، ونحن بدورنا نطالب القائمين على مجلس إدارة اتحاد الكرة، وعلى رأسهم الشيخ طلال الفهد، بأن يعمل على إعادة حق هذا الحكم الذي تعرّض للضرب والإهانة، وأن يقدم على اتخاذ قرار جماعي بمعاقبة الإداري المعتدي، ويساند الحكم في مقاضاته، فنحن نعلم جيداً أن الحكام يعيشون تحت ضغط نفسي وجماهيري كبير، وهم في نهاية المطاف بشر، يُصيبون ويخطئون.

اللواء م. سند الرومي

Sa_alrumi@